الخميس، 30 مارس 2017

المخطوطات وصيانتها و ترميمها


تعتبر المخطوطات كنزا حضاريا و تاريخيا وثقافيا،يمثل عراقة الشعوب التي تفتخر بتاريخها وحضارتها،ونظرا لما تمثله من قيمة علمية وتاريخية حيث تعتبر أكثر حجة ومصداقية ومن أكثر الدلائل و البراهين على مدى تقدم وتطور العرب في شتى العلوم لذلك اهتمت معظم المراكز بجمع وحماية هذا الرصيد من التلف و الضياع وقد حاولنا من خلال بحثنا هذا معرفة ماهو المخطوط وأهميته وأنواعه تمهيدا للتفصيل في كيفية صيانة و معالجة المخطوطات بصفة عامة و المحيط الخاص به نسأل الله التوفيق و السداد .

1- تعريف المخطوط:

1.1.التعريف اللغوي: كلمة مخطوطة مشتقة من الفعل خط يخط، أي كتب وصور اللفظ بحروف هجائية. 1-2.التعريف الاصطلاحي للمخطوط: إن المخطوطات ذلك النوع من الكتب التي كتبت بخط اليد لعدم وجود الطباعة وقت تأليفها وتمثل المخطوطات مصادر أولية للمعلومات، موثقة وتخص دراسة موضوعات متعددة، ويعتمد عدد من الباحثين بشكل كلي أو جزئي على المعلومات الواردة في المخطوطات. أما المعاجم و الموسوعات الأجنبية فقد أوردت تعريفات متعددة للمخطوط وقد عرفهlibrarians glossary بأنه عبارة عن وثيقة من أي نوع أو نص موسيقى أو أعمال أدبية مكتوبة باليد ويقول الهمشري : أن المخطوطات ذلك النوع من الكتب التي كتبت بخط اليد لعدم وجود الطباعة كما يعرفه معجم المصطلحات المخطوط العربي قاموس كوديكولوجي لأحمد شوقي بنين ومصطفى طوبي بان المخطوط Manuscrit هو الذي كتب باليد وهو مصطلح حديث ظهر مع ظهور الكتاب المطبوع وعليه نخلص إلى تعريف إجرائي أنه بالرغم من تعدد وجهات النظر فيما يمكن أن نطلق عليه مخطوط نرى أنه كل وثيقة كتبت بخط اليد سواء من مؤلفها أم أحد تلاميذته أم من أحد النساخ قبل انتشار الفعلي لوسائل الطباعة

2-أهمية المخطوطات:

أهمية المخطوطات كبيرة جدا، فعلم هذه الأمة وتاريخها مدون فيها، ومدون فيها الوحي وتفسيره، أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وشروحها، وفقه الأمة، وتاريخها ولغتها وغير ذلك، وأمة بلا ذلك ليست أمة، ولا شك أننا مازلنا حتى اليوم في حاجة ماسة إليها، بل إنه كلما تقدمت بنا السنين ازدادت حاجتنا وحاجة الأمة عامة إليها.وتتمثل أهمية المخطوطات فيمايلي: • - دراسة التاريخ ونشر التراث لبعالمي و العربي • - إعطاء الدراسات طابع علمي إذ يعتبر مادة خصبة للبحث • - الإدلاء بمعلومات قيمة تحمل الطابع التاريخي • - المخطوط حلقة توصل الماضي بالحاضر (التأريخ)

3.أنواع المخطوطات العربية:

تنقسم المخطوطات العربية من حيث طبيعتها إلى ستة أنواع أهمها : 4-1المخطوط الأم: . و هو الذي كتب بخط المؤلف و يستوفي هذا النوع الملامح المادية للمخطوط العربي و قد كان المؤلفون من العرب يضعون نسخة الأم بخزانة دار الخلافة حتى تصبح مراجعتها و استنساخ نظائرها و مقابلتها سهلة ميسورة. 4-2.المخطوط المنسوب: وهو المتولد من المخطوط الأم و المقابل عليه ويتم التعامل معه بنفس الدرجة من الصحة. 4-3.المخطوط المرحلي: وهو الذي يؤلف على مراحل ،فيؤلف أول مرة وينشر بين الناس ثم يضيف المؤلف إضافة تزيد على ما في المرحلة السابقة مثل:كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان و كتاب أنصاف الأعزة في تاريخ غزة لمعان الطباع. 5.4.المخطوط المبهم: ويمكن أن نسميه المقطوع أو المعيب لأنه يرتفع بنسبته إلى المخطوط الأم، و صحته غير موثوق بها و فيه عيوب كنقصان الورقة الأولى التي يحتوي على اسم المؤلف و العنوان أو قد يكون فيه تقديم وتأخير أو تكرار....و سبل تصحيحه أن تحلل جميع حروفه بالمقابلة مع المخطوطات. 6.4.المخطوط المصور:في كثير من الدراسات المتعلقة بالفنون الإسلامية نجد أن الكثير من المخطوطات مصورة، ودراسة هذا النوع تتطلب معرفة و دراية بأمور التصوير و خبرة فنية لمعرفة ما تحتويه الصور من لمسات فنية و تغييرات كتابية 6.4.المخطوط على شكل مجاميع: توجد مخطوطات كثيرة ضمن اسم مجمع أو مجاميع، ويكون المجموع مجلد يحتوي على عدد من المؤلفات الخطية أو الأجزاء الصغيرة أو الرسائل.

- الليثوغرافيا: الطباعة الحجرية lithography

طريقة في الطباعة عن سطح أملس من حجر الكلس limestone أو ســــــطح معدنيّ مخشَّن. وهذه الطريقة تقوم على مبدأ استحالة امتزاج المادة الدهنية بالماء. تُرسَم الصورة أو الكلمات أولاً على السطح الحجري أو المعدني بحبر دُهني يُعرف بالحبر الليثوغرافي lithographic ink
ثم يُمسَح السطح بالماء فيَعْلَقُ الماء بالأجزاء غير المحـبَّرة ويرتدّ عن الأجـــــــزاء المحبَّرة لأن المادة الدهنية الموجودة في الحبر تَطْرده. ومن ثم يُضــغط السّطح على الورق بآلة طباعية خاصة ، وقد اكتُشفت الليثوغرافيا عام 1796 وهي تُستخدم أكثرَ ما تُستخدم في طبع الرسوم الفنية ويذكرأ. د. عابد بن سليمان المشوخي في كتابه (المخطوطات العربية: مشكلات وحلول) { فى فصل بعنوان (الكتب المطبوعة على الحجر) }
الطباعة الحجرية: هي طباعة أولية مفادها الكتابة على الحجر أولا وكبسها ثانيا على الورق، وذلك أن يرسم الناسخ ما يريده بحبر زيتي أو نحوه ثم يلصقه بحجر أملس مستو ويرطب الحجر بالماء، فإذا مرت عليه الأسطوانة المدهونة حبرا استمدت الكتابة من الحجر، وبقيت الأجزاء الرطبة نظيفة، ثم يضغط الورق على الحبر فتخرج الكتابة نظيفة.
يوجد من الخصائص والصفات التى تتمتع بها المطبوعات طباعة حجرية :
1- تتصف المطبوعات طباعة حجرية بخفة وزنها مقارنةً سواء فى عدد الأوراق والحجم للمخطوطات الأصلية المنسوخة بخط اليد .
2- الورق المستخدم فى المطبوعات طباعة حجرية يتسم بالملمس السميك حتى يتحمل الضغط الشديد أثناء الطباعة .
3- الاقتصار على الحبر الأسود فى المطبوعات طباعة حجرية بينما قد تُنْسَخ ويستخدم الناسخ فى المخطوطات المنسوخة باليد أكثر من لون من ألوان المِداد.
4- وضوح الخط فى بعض صفحات المخطوطات المطبوعة طباعة حجرية وعدم وضوح الحروف والكلمات فى أحيان أخرى؛ وذلك مرَده لكثافة المِداد {الحبر} فى بعض الصفحات وخفته وعدم وضوحه فى صفحات أخرى ، أو أن ذلك مرَِده إلى قوة الضغط اليدوى على آلة الطباعة المُستخدمـة وضعفها .

4-الأدوات التي يكتب عليها المخطوط:

ففي عصر البداوة كانت المواد التي يكتب عليها مشتقة من صميم البيئة الصحراوية التي يعيش فيها العرب ومن أجل هدا نراهم يكتبون على: 1-العسب و الكرانيف:أكثر المواد شيوعا واستعمالا في الكتابة نظرا لتوافرها وسهولة الحصول عليها والعسب جمع عسيب وهي جريدة النخل إذ نحي عنه غوصه أما الكرانيف فجمع كرنافة وتسمى أيضا الكرب بعد قطع السعف منه وهي السعفة الغليظ الملتصق بجدع النخلة . 2-الأكتاف و الأضلاع:وهي عظام أكتاف وأضلاع بعض الحيوانات وخاصة الكبيرة منها كالإبل ونحوها. 3-اللخاف :وهي حجارة البيضاء عريضة ورقيقة 4-الجلود: وهي جلود الحيوانات ومن أشهرما استخدم منها في الكتابة الرق و الأديم و القضيم وقد سمي الرق بهذا الاسم لأن الجلد كان يرق ليصبح صالحا للكتابة عليه و الأديم هو الجلد الأحمر أو المدبوغ,أما القضيم فهو الجلد الأبيض الذي يكتب فيه 5-المهارق: و هي الصحف البيضاء من القماش الأبيض اللون ، مفردها مهرق و هو لفظ فارسي معرب، يعرفه ابن منظور بأنه ثوب حرير أبيض يسقى بالصمغ و يصقل ثم يكتب فيهوهذا النوع من مواد الكتابة كان نادرا في بلاد العرب لأنه كان يجلب مع القوافل التجارية ولم يكن يستعمل الا في كتابة الأمور العظيمة و الهامة كالعهود و المواثيق.. أتيح للعرب في العصر الإسلامي أن يتعرفوا على مادتين جديدتين للكتابة و هما البردي و القباطي، حيث البردي من الحاصلات الخاصة التي كانت تنبتها مصر، و هو لباب ليفي لزج يقطع إلى شرائح طولية بعد قشرها، و كانت الكتابة تتم عادة على الوجه الأفقي منها، و كانت مصر هي البلد الذي يمد سائر الأقطار بأوراق البردي 6-القباطي :مفرده قبطية,وهو من فصيلة المهارق إذ أنه نسيج من القماش الأبيض غير أنه ينفرد بخصائص وسمات تميزه عن غيره فهو من الكتان الناصع البياض و النقاء ،ويقال أن المعلقات كتبت على قماش القباطي بماء الذهب 7-الورق :يعتبر الورق من أهم المنجزات الحضارية عبر التاريخ .

5-الأدوات التي يكتب بها المخطوط

6-1الأقلام:كان العرب يطلقون على القلم لفظ اليراع والمزبر أخد من قولهم زبرت الكتاب أي أتقنت كتابته,هناك عدة من أقلام العربية وذلك لأن كل مادة يكتب عليها تحتاج لأداة معينة يكتب بها ومن أشهر الأنواع التي شاء استخدامها قديما قلم البوص :وهو يصنع من البوص وأحيانا يسمى قلم القصب 6-2قلم الخشب :وهو يصنع من أغصان الأشجار 6-3قلم العظم :وكان يصنع من العظام الرفيعة ،قلم الريش :وكانوا يأخدونه من ريش الطيور خاصة ريش الذيل 6-4الأحبار:يسمى كذلك بالمداد لأنه يمد القلم بالمادة الملونة التي يكتب بها و الأحبار هي في الغالب أصباغ كميائية معدنية عضوية وكانت تجلب من الصين كما كانت تصنع في بلاد العرب وللحبر أنواع متعددة حسب المواد التي يصنع منها أو التي تضاف اليه ومن أهم ماعرف من الأحبار القديمة الحبر الكربوني زهو مايركب من: السناج(الدخان) لاعطاء اللون الأسود الصمغ لتثبيت اللون ،الماء أو الخل لاذابة السناج والصمغ. وهناك نوع اخر من الحبر يصنع من العفص (ثمار شجر البلوط),و الزاج( كبريتات الحديد و الصمغ ويسمى هذا النوع ب الحبر المطبوخ حيث تطبخ مكوناته على النار أثناء التجهيز،يوجد ايضا حبر يصنع من الورد الجوري حيث يوضع في مرجل ويغلي الورد جيدا،ثم يقطر ماءه فتبقى العصارة حيث يضاف اليها حديد يتأكسد ويغير لون العصارة ويصبح أسود ثم تجفف المادةحتى تصبح حبيبات تطحن فيما بعد طحنا جيدا وتذاب في ماء حار لتكون حبرا أسود . 6-7 المرسام أو الفرشاة: يستعمل في النصوص المكتوبة على البردي بالخطوط السميكة تعتمد في كتابتها على الحبر الكاربوني بينما 6-8 المشبك:يستخدم لتثبيت الورق يدعى الملزمة يستعمل عند الكتابة 6-9 السكين أو السكينة: أداة حادة تستعمل لبرء القلم 6-10الكرسي (المرفعة): تظهر كقطعة أداة يمكن طيها عند فتحها تأخد هيئة الحرف x 6-11المحبرة(الدواة) :كانت المحبرة مزودة من الحرير أو الصوف أو القطن سماها العرب كرشفا يوضع فيها المداد.

6-التعريف بالترميم

الترميم: هو عملية تكنولوجية دقيقة ذات عرف خاص موحد عالمياً، وهي في الوقت نفسه عملية فنية ذوقية جمالية تحتاج إلى حس عال ومهارات فائقة• وتتضمن عمليات تجميع وتثبيت وتقوية وتجميل وإعادة المواد الأثرية إلى شكل أقرب إلى أصلها• وهي بتعبير آخر عملية علاج للأثر المسن في محاولة لإزالة بصمات الزمن ومظاهره المتعددة مثل الكسور، والتشققات، والثقوب، وأحياناً اختفاء أجزاء معينة تختلف في حجمها أو مساحتها، كذلك موقعها داخل جسم الأثر أو المادة المراد معالجتها•

7-أنواع الترميم

يمكن تقسيم الترميم إلى: أ ـ الترميم اليدوي: الترميم بالأصل عملية يدوية خاصة تتصل بقوة التحكم ومهارة العمل وجمالية التعـامل مع الآثار والمخطوطات باستخدام بعض الأدوات الخاصة والتي تختلف من شخص إلى آخـر يصنعها وينتقيها بنفسه لتتيح له استخدام ذوقه الفني ومهارته• ورغم التطور العـلمي والتقني فإنه مازال معروفاً أن الترميم اليدوي هو أغلى أنواع الترميم، وهو الحرفـة النـادرة في العالم التي تعنى بإعادة الروح إلى المخطوطات النادرة القيمة وإرجاعها إلى أصلها، وكـذلك الحال بالنسبة للوثـائق التاريخية للمطبوعـات الثمينـة• ب ـ الترميم الآلي: يستخدم الترميم الآلي في حدود ضيقة بالنسبة للمخطوطات ولكن استخدامه أوسع وأكثر انتشاراً بالنسبة للمطبوعات، وينقسم إلى: 1ـ الترميم باستعمال معلق لب الورق في الماء "Leaf Casting" وقد استحدث هذا النوع في الستينيات في الاتحاد السوفييتي السابق، ثم انتشر في الكتلة الشرقية في رومانيا والمجر، ثم النمسا، ومنها إلى أوربا والولايات المتحدة• وتعتمد فكرة الجهاز المستخدم على استعمال معلق لب الورق المضروب جيداً في الماء محسوباً وزناً ومساحة ثم امتصاص هذا المعلق في الثقوب والمساحات الناقصة ليكون مساحات ورقية، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التجفيف تحت ضغط معين للحصول على النتيجة النهائية للترميم• 2ـ عملية التقوية بالرقائق "Lamination": وتتم هذه العملية أساسا للمطبوعات والجرائد والوثائق وفي حدود ضيقة للمخطوطات شديدة التلف التي يصعب ترميمها بالطرق اليدوية• وتعتمد على التقوية بلصق رقائق شفافة على سطح الورق فتجمعه وتقويه في صورة مساحية ثابتة• وقد استخدمت هذه الطريقة في إيطاليا وانتشرت منها إلى أرجاء العالم الغربي، كما تطور هذا النوع أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية، ومازال هناك بعض التحفظ لدى بعض الدول باستخدام مثل هذه الطريقة• وهناك ثلاثة أنواع معروفة من التقوية السطحية بالرقائق البلاستيكية، وهي: أ • طريقة المعالجات المنفصلة: ويتم فيها معالجة صفحة المخطوط أولاً باللاصق ثم وضع الغلالة البلاستيكية عليه• ب • طريقة المعالجة الواحدة: يتم تطبيق الغلالة البلاستيكية التي سبق معالجتها باللاصق، ويتم التطبيق باستعمال ضغط بسيط بالحرارة أو دونها• جـ• اللصق بالحرارة: ويتم تطبيق الغلالة البلاستيكية تلقائياً دون استعمال لاصق وذلك تحت تأثير الضغط والحرارة•

8-اخصائيو الترميم

ينبغي أن تعهد مهمة الترميم والعناية بالمخطوطات وصيانتها إلى أمين مكتبة متخصص، فضلاً عن تضافر جهود جميع العاملين في المكتبات ومراكز المعلومات للمحافظة على سلامة المخطوطات وحمايتها، ويمكن استعراض أهم واجبات اختصاصي الترميم بالآتي: 1ـ التأكد من جميع المواد المستخدمة في عملية الترميم والصيانة باختبارات عملية للتأكد من جدوى استعمالها• وهذه المواد هي الورق، والخيوط، والمواد اللاصقة، وغيرها• 2ـ الحصول على معلومات جديدة عن صناعة الأحبار والورق والمواد الأخرى بمتابعة البحوث والدراسات التي تنشر في الدوريات ومصادر المعلومات الأخرى العربية والأجنبية• 3ـ أن يكون واثقاً من أن جميع الطرق المستخدمة في خطوات الترميم كاستعمال الحرارة، أو الضغط لا تسبب ضرراً، بل تدعم بقاء الوثيقة أو المخطوطة أطول مدة ممكنة وتزيد من قوة احتمالها، وإمكانية قراءتها• 4ـ ينبغي حفظ المخطوطة بعد الترميم والصيانة في وضع طبيعي وتخليصها من بعض المواد المفسدة، أو الأوضاع السيئة بما في ذلك الهواء الفاسد أو الحرارة الزائدة، أو تنامي الرطوبة، وغير ذلك• 5ـ يجب على اختصاصي الترميم استخدام ذكائه ومهارته اليدوية وذوقه الفني بهذه العملية مستعيناً بالمهندسين والفنيين، وخبراء ترميم المخطوطات والوثائق• خطوات ترميم المخطوطات وتجليدها هناك ملاحظات هامة قبل بدء عملية الترميم يمكن توضيحها من خلال الآتي: 1ـ تصوير المخطوط لأن التوثيق الفوتوغرافي يكون ضرورياً في متابعة هذه العملية وتقييم ما قام به المرمم ومعرفة مهارة الترميم وجودته• 2ـ إملاء استمارة خاصة لتشخيص حالة المخطوط قبل البدء بعملية الترميم تتضمن حقولاً متعددة تخص طبيعة ووضع الأوراق، وعنوان المخطوط، واسم مؤلفه، ومصدر المخطوط، وتاريخ تسلمه، ومقاساته وعدد صفحاته، ونوع الخياطة والحباكة، والمواد المستخدمة في تعقيمه••• وغير ذلك• 3ـ التعرف على نوع الإصابات الحشرية والفطرية للتأكد ولتهيئة طرق ووسائل المعالجة والترميم وفق ما يتناسب وطبيعة الإصابة ونوعية التلف الموجود• 4ـ إذا كانت هناك أجزاء مقتطعة ومنفصلة، ففي هذه الحالة ينبغي على اختصاصي الترميم تجميعها والاحتفاظ بها لغرض استعمالها لاحقاً في استكمال الأجزاء الكلية للمخطوط وإعادتها إلى حالتها الأولى الأصلية•

9-خطوات الترميم

1ـ ترميم القطوع الداخلية البسيطة في الصفحات باستعمال ورق شفاف خاص يعرف بـ Dennison`s Transparent Mending Tapes• 2ـ ترميم الأجزاء الناقصة بالورق الياباني Japanese Papaers (بطريقة اللصق وتقشير الحواف) وبعجينة الورق• 3ـ ترميم كعوب الصفحات المزدوجة، ويتم بربط الصفحات المزدوجة المنفصلة بشريط لاصق من الجهة الخلفية وعلى امتداد خط الاتصال مع التقيد بمساحة قياسية موحدة في الكتاب الواحد• 4ـ تكوين الملازم (من مجاميع الصفحات المزدوجة وخياطتها 5ـ خياطة الملازم لتكوين جسم الكتاب المخطوط• 6ـ تعزيز الكعب بالغراء السائل وتثبيت كسوة القماش به• 7ـ تجهيز غلاف الكتاب• 8ـ تلبيس غلاف الكتاب في جسمه• العمليات الأساسية لترميم وصيانة المخطوطات:نظراً لاتساع عملية الترميم وكثرة العمليات والإجراءات التي تدخل في معالجة المخطوط وترميم أوراقه وتقويتها والمواد المستخدمة في هذه العملية وما تتطلبه من خبرات ومهارات فنية من قبل المتخصصين في هذا المجال فإننا نستعرض بإيجاز العمليات الأساسية لعلاج وترميم المخطوطات من خلال الآتي : أ ـ التعقيم : يعني القضاء على كل أشكال صورة الحياة سواءا كانت خلية أو جرثومة أو بويضة أو غير ذلك مما يصيب المخطوطات و لها طريقتان : - إستخدام المبيدات الكيميائية : يجب على المختص بالصيانة اخنبار صلاحيات المبيد على الورق او الجلد و المواد الاصقة قبل إستعماله. - إستعمال الطرق الطبيعية : هو إتجاع حديث لجأ له الإنسان لتفادي مخاطر إستخدام المبيدات على المخطوطات و يعتمد على استخدام الإشعاعات القصيرة كالأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء أو الموجات الكهرومغناطيسية و الكهربائية و الهواء الساخن و غير ذلك ... ب ـ إزالة البقع: ويتطلب ذلك أولاً تحديد نوع الورق وحالته، ومن ثم تحديد نوع البقع والأوساخ، وأنواع المواد الكيميائية اللازمة لإتمام هذه العملية• ج ـ إزالة الأحماض الزائدة: تتكون الحموضة في الأوراق والجلود إما نتيجة لتركيب الأوراق ودباغة الجلود، أو بسبب أوضاع التخزين، أو عن طريق الأحبار المستخدمة في الكتابة• لذا لا بد من إزالة حموضة الورق وأن يعادل قبل عملية التقوية لمنع التحلل الداخلي للورق• د ـ فصل الأوراق الملتصقة: تتأثر أوراق المخطوطات بالأوضاع البيئية والعوامل الجوية• إذ يؤدي التقادم الزمني إلى إضعاف مقاومتها• فالرطوبة الزائدة تؤدي إلى تشبع الورق والجلود فتنمو بعض الكائنات الدقيقة، وخاصة الفطريات مخلفة مواد حمضية لزجة وبقع لونية وأحماض عضوية، مما يؤدي إلى التصاق الصفحات بالجلود ومن ثم تحجر المخطوط• هـ ـ إصلاح التمزقات وإكمال الأجزاء الناقصة: يقوم المختص بالترميم بإصلاح ما أصاب أوراق المخطوطات من تمزق، أو انتشار الثقوب، أو تكسر بعض الأطراف، أو فقدان بعض الأجزاء، والقيام بتثبيتها وتقويتها بالمحاليل واللواصق الكيميائية، واستخدام مختلف الطرق والأدوات والأجهزة في هذه العملية. ومن كل ما تقدم يتضح أن عمليات الترميم هي عمليات فنية وذوقية تحتاج إلى المهارات اليدوية والخبرة في معالجة الآثار المصابة بالتشققات والكسور والثقوب، وهي في كل الأحوال تقوم على أسس واحدة في مختلف أرجاء العالم كالمحافظة على أثرية المخطوط، واستخدام الخامات الطبيعية والابتعاد عن الخامات الصناعية قدر الإمكان، كما ينبغي أن تكون عملية الترميم عكسية بما يسهل فكها عند الحاجة•

قائمة المراجع:

عامر إبراهيم.ربحي قندليجي ، صطفى عليان .مصادر المعلومات من عصر المخطوطات إلى صر الانترنت.-عمان:دار الفكر، 2000 
فضل جميل كليب ، خليل عبيد،فؤاد محمد.المخطوطات العربية فهرستها علميا وعمليا.-عمان :دار جرير ،2000 
السيد السيد النشار .في المخطوطات العربية .- القاهرة : دار الثقافة العلمية،1997 
 هادي نهر.تحقيق المخطوطات والنصوص ودراستها:المناهج و القواعد و الإجراءات. - الأردن : دار الأمل،2005 

احمد شوقي بنين ، طوبي مصطفى .معجم مصطلحات المخطوط العربي قاموس كيدوكولوجي رشيد مزلاح.الأنظمة الآلية ودورها في تنظيم مخطوطات مكتبة جامعة الأمير عبد القادر واقع وأفاق : مذكرة ماجستر،علم المكتبات ، 2006

الجمعة، 24 مارس 2017

تكنولوجيا الحاسبات الإلكترونية واستخداماتها في المكتبات ومراكزالمعلومات


 يلعب الحاسب الإلكتروني دورا مهما في تصميم وبناء نظم المعلومات الحديثة فهو يحقق لنظام المعلومات مزايا السرعة والدقة والثقة والصلاحية , ويترتب عليها جميعا الكفاءة العالية في الأداء كما يقوم الحاسب بأجراء العمليات الحسابية المعقدة والتي يصعب تنفيذها يدويا بالإضافة الى القدرة الفائقة على تخزين كم هائل من المعلومات بطريقة منظمة بحيث يسهل استرجاعها في أوقات ضئيلة للغاية كما يستطيع الحاسب الإلكتروني انجاز كافة المهام الأخرى التي يقوم بتنفيذها نظام المعلومات ومنها تحقيق آمن وسلامة البيانات والضمان الكامل ضد فقدها او تلفها من خلال المستفيدين (1) .
وقد مرت الحاسبات الإلكترونية خلال تطورها بالمراحل التالية :
1. ظهر الجيل الأول من الحاسبات عام 1946 من خلال العلماء (جون موشلى) و (ابكارت) و ( جولد شياني) وهو الحاسب Eniac ثم تكونت أول شركة لانتاج الحاسبات على المستوى التجاري باسم Univac (2) .
2. ظهر الجيل الثاني من الحاسبات الإلكترونية في أوائل الستينات بعد استخدام عناصر الترانزيستور في بناء دوائر الأجهزة الحاسبة كبديل لاستخدام الصمامات المفرغة Vaccum Tube .
3. أدى استخدام الدوائر الإلكترونية Integrated circuits الى ظهور الجيل الثالث من الحاسبات الإلكترونية في عام 1969 .
4. ظهر الجيل الرابع من الحاسبات خلال عقد السبعينيات بعد آن تطورت الدوائر الإلكترونية المتكاملة بسرعة كبيرة وبعد تطويع المواد فوق الموصلة وأشباه الموصلات الحرارية Semiconductor (3) .
5. ظهر الجيل الخامس في بداية الثمانينات ويطلق عليه الحاسب الشخصي Personal Computer وهو يتمتع بصغر الحجم وسهولة التشغيل والربط من خلال وسائل الاتصال العادية مثل التلفون والتلفزيون (4) .
2- تطور استخدام الحاسبات في المكتبات ومراكز المعلومات :
شكك العديد من خبراء المكتبات في امكانية استخدام الحاسب الآلي في المكتبات . وفي هذا المعنى كتب الزوورث ماسون (Mason , E 1971 )مدير الخدمات المكتبية بجامعة هوفسترا قائلا [ آن ملاحظاتي تقنعني يوما بعد آخر آن الحاسب ليس للاستخدام في المكتبات ... حيث آن تكاليفه العالية لا تبرر عوائده القليلة ] والحقيقة آن هذا الشك نفسه كان واردا عند ظهور الحاسب الآلي واطلق عليه البعض انه مجرد لعبة سرعان ما سينفض عنها الجميع . ولكن الأمور جرت بعد ذلك على عكس ما توقع ماسون وقد رد عليه بالمر (Palmer , R. 1973 ) قائلا [ آن العقد القادم سيشهد العديد من النظم الآلية الناجحة في مجال المكتبات ] .
إن التطور المذهل في عدد الأنظمة الآلية المخصصة للمكتبات على مختلف أنواعها يبين أهمية هذه التقنية بالنسبة للمكتبات ولقد أجريت العديد من المسوحات "Surveys" لاعداد الأنظمة الآلية في المكتبات وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ويبين الشكل رقم ( 1 ) سنوات هذه المسوحات وعدد الأنظمة الآلية التي صممت بناء على الحاسب الآلي واستخداماته في المكتبات حيث اجري مسح عام 1964 ثبت فيه آن هناك 25 نظاما آليا يعمل في المكتبات في أمريكا . وفي عام 1971 اجري مسح آخر يعرف بمسح لارك Lark Survey ) ) تم فيه إحصاء ( 1366 ) نظام آلي للمكتبات [ما بين أنظمة متكاملة او أجزاء من أنظمة في ( 506 ) مكتبة] .
وفي عام 1984 اجري مسح آخر ثبت فيه انه يوجد حوالي ( 30000 ) ثلاثين آلف نظام آلي خاص بالمكتبات ( آن اغلب هذه الأنظمة تعمل على الحاسب الشخصي PC ) , ويلاحظ المدى الذي وصل اليه الرقم خلال 13 سنة هي الفارق الزمني بين إحصاء لارك 1971 وإحصاء عام 1984 , حيث تضاعفت أعداد الأنظمة الآلية للمكتبات بنسبة 59 ضعفا , والحقيقة آن ذلك يعود الى سببين رئيسيين هما :
1. الاحتياجات الفعلية للمجتمعات الحديثة المتمثلة بضرورة السيطرة على الكم الهائل والمتنامي في المعلومات المطلوب تداولها من قبل هذه المجتمعات والحصول على المعلومات اللازمة منها بسرعة ودقة وفعالية . وقد ساعدت تكنولوجيا الحواسيب الآلية وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة في حل هذه المشكلة فأصبحت سرعة المعالجة تقاس بأجزاء بسيطة من الثانية وتضاعفت مئات المرات سرعة تبادل البيانات وانخفضت بشكل كبير تكلفة هذه العمليات .
2. الإمكانات الكبيرة التي توفرها الحواسيب الآلية وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة المتمثلة في الطاقات التخزينية الكبيرة وسعة المعالجة وتبادل البيانات وامكانية المعالجة عن بعد واستخدام شبكات الحواسيب وبنوك المعلومات وغيرها . وبفضل هذه الإمكانيات اصبح ممكنا التحكم في فيضان المعلومات او ما يسمى بالانفجار المعلوماتي الذي تشهده المجتمعات الحديثة والسيطرة عليه والإفادة منه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المنشودة . 
آن تاريخ استخدام النظم الآلية في المكتبات يعود الى عام 1935 وهو العام الذي شهد إدخال أول آلة معالجة بيانات في المكتبات حيث قامت جامعة تكساس باستخدام أجهزة بطاقات مثقبة Punched Card في نظام الإعارة Circulation System , ثم تلتها مكتبة بوسنطن العامة في استخدام البطاقات المثقبة لتحليل بعض إحصائيات التزويد وتوالت النظم الآلية بعد ذلك حيث استخدمت المكتبات الرقمية Digital Computer وكان أول من طالب باستخدام هذا النوع من الأجهزة في المكتبات كلا من ملفن ج. فواخت Melvin J. Voight المسؤول عن مكتبة جامعة كاليفورينا ومعه كلاي ل. بري Clay L. Perry من مركز الحاسب في نفس الجامعة عام 1962 حيث كان مشروعهما التجريبي هو تحويل تسجيلات عدد ( 700 ) سلسلة الى الشكل المقروء آليا بالإضافة الى طباعة قائمة بالأعداد شهريا مع قائمة كاملة بكل ما تملكه المكتبة .
ويلاحظ أن اغلب الأنظمة الآلية التي ظهرت كانت أجزاء من أنظمة أي أنها لم تكن أنظمة متكاملة Integrated Systems ) يمكن أن تضم جميع عمليات المكتبة في أن واحد ولكنها كانت تتعامل مع جزء واحد فقط من عمليات المكتبة مثل الفهارس او الإعارة ولكن مع عام 1961 قامت المكتبة الطبية الوطنية National Library of Medicine بالعمل مع مشروع مدلارز Medical Literatur Analysis and Medlars Retrival System ومن خبرات هذا المشروع تم مراجعة وظائف النظام في محاولة لمكننة كل وظائف المكتبة بالإضافة إلى أجراء عمليات البحث الببليوغرافي وإصدار كشاف Meoicus Index وكذلك عمليات الفهرسة الآلية والاستعارة الآلية والمساعدة في الاقتناء وضبط الدوريات وبالتالي ظهور أول نظام آلي متكامل في المكتبات عام 1966 .
 ولم يقتصر الآمر على ذلك فمن التغيرات والتطورات المثيرة للاهتمام في مجال المكتبات والمعلومات ذلك التطور الذي حدث على الخدمات التي تقدمها المكتبات حيث قامت وكالة الفضاء ناسا Nasa باختبار أول نظام للبث الانتقائي للمعلومات SDI يعمل على الحاسب الآلي , حيث يقوم المستفيد بتحديد الموضوعات التي يرغب في الاطلاع عليها ويقوم النظام الآلي بالمقارنة بين موضوعات المقالات وواصفات المستفيد الموضوعية ويقوم بإمداده بقائمة من المقالات تطابق اهتماماته التي قام بتحديدها سابقا . .
3- مكونات الحاسب الإلكتروني :
يعتمد نظام تشغيل الحاسب الإلكتروني – مثل النظم التكنولوجية الأخرى – على وحدات إدخال ومعالجات ووحدات إخراج . ويتم إدخال المعلومات من خلال منفذ Terminal عن طريق استخدام شريط او قرص او استخدام لوحة مفاتيح تشبه الآلة الكاتبة , ويقوم الحاسب بالاستجابة والتعامل مع البيانات التي يتم إدخالها حسب نمط النظام ثم يتم إخراج البيانات من الحاسب بعد معالجتها بالطرق المرغوبة , ويمكن أن يكون هناك رجع صدى Feedback من جانب المستخدم نفسه او يتم رد الفعل بشكل أوتوماتيكي من خلال برامج التجهيزات المادية Hardware او برامج التجهيزات الفكرية Software ويستخدم رجع الصدى لتعديل البيانات للحصول على النتائج المطلوبة , وفيما يلي تفاصيل هذه العمليات :
أولا : أدوات الإدخال للحاسب Computer Input Devices
لكي تكون المعلومات التي يعالجها الحاسب مقيدة فلابد من تبادلها مع أشخاص او آلات أخرى خارج الحاسب ويسمى هذا التبادل بالإدخال والإخراج Input & Output .
وتوجد أساليب عديدة لتبادل المعلومات مع الحاسب الإلكتروني تتفاوت حسب الغرض والاستخدام .
ولعل اكثر أدوات الإدخال شيوعا يتم من خلال استخدام لوحة المفاتيح Keyboard التي تشبه الآلة الكاتبة , حيث يمكن للشخص المستخدم للحاسب أن يقدم التعليمات او المواد الخام عبر هذه اللوحة كما يستطيع التعامل مع الحاسب على أسس تفاعلية وإذا كانت التعليمات الصادرة قليلة او محدودة فان الحاسب يستجيب لها فورا آما إذا كانت التعليمات معقدة فان الحاسب يحتاج لبعض الوقت لإنجازها .
وهناك أشكال أخرى من الإدخال تتم من خلال استخدام اشرطه مغناطيسية Magnetic Tapes او أقراص صلبة Hard Discs او اقرص لينة Floppy Discs , وهي تتضمن البيانات التي يمكن تحميلها للحاسب عن طريق الذاكرة الرئيسية Main Memory ويتيح استخدام الأقراص الصلبة سعة تخزينية اكبر من استخدام الأقراص اللينة حيث تصل سعتها التخزينية إلى اكثر من 100 ميجا بايت Mega bytes ) من البيانات داخل الحاسب الشخصي .
مصطلح آل Bytes يشير الى مجموعة الأرقام الثنائية المتجاورة تشكل وحدات للحاسب الإلكتروني , وأحد أشكال الإدخال الأخرى يتم من خلال استخدام أداة ضوئية Optical Scanner وتستطيع هذه الأداة التعرف على الحروف والأرقام المطبوعة على صفحة ورقية وتحولها إلى كود او وحدات رقمية bytes بلغة الحاسب وباستخدام هذا الأسلوب يمكن وضع العديد من الصفحات المطلوبة في كتاب او مجلد في ذاكرة الحاسب للاستخدامات المستقبلية .
وهناك شكل آخر من أشكال الإدخال ما زال تحت التطوير وهو يعتمد على استخدام الكلام او اللغة المنطوقة Speech Recognition وبعض نظم الحاسب ألان مزودة بميكروفون لإدخال البيانات المنطوقة ويتم استخدام أدوات خاصة يمكنها أدراك الكلمات المنطوقة وتحويلها إلى سلسلة من الوحدات الرقمية وهي تشبه تماما طريقة إدخال الكلمات المطبوعة على لوحة المفاتيح Key board (5) .
ثانيا : وحدات المعالجة المركزية The Control processing unit
تعد وحدة المعالجة المركزية CPU بمثابة القلب للحاسب الإلكتروني فهي تتحكم في تدفق البيانات وتخزينها وطريقة تعامل الحاسب معها وهي التي تقرا البرنامج ( قائمة التعليمات ) وتحوله إلى أفعال او إجراءات وقد تشمل هذه الإجراءات القيام بعمليات حسابية او تخزين معلومات من الأرقام والحروف .
وتضم وحدة المعالجة المركزية CPU وحدة التحكم Control Unit تقوم بتوجيه البيانات المتدفقة خلال النظام وتتحكم في مشهد العمليات وهناك أيضا وحدة للحساب Arithmetic Logic Unit تقوم بالعمليات الحسابية للبيانات .
وتستخدم معظم أجهزة الحاسبات ( معالج مفرد ) Single Processor يقوم بالمعالجات الحسابية بطريقة متسلسلة Serial Processing بمعنى أن تتم المعالجة لوظيفة حسابية واحدة في الوقت الواحد ثم تقوم بالعمليات الحسابية التالية وهكذا مثل الشخص الذي يبني منزلا كاملا بمفرده .
وهناك أنواع من الحاسبات الإلكترونية تستطيع القيام بعدة عمليات حسابية مختلفة في نفس الوقت حيث يتم معالجة البيانات بسرعة كبيرة جدا من خلال وجود ممرات مختلفة ويسمى ذلك ( بالمعالجات المتوازية )  Parallel Processingويستطيع الحاسب الذي يقوم بالمعالجات المتوازية التعامل مع مئات الملايين من التعليمات في الثانية الواحدة ويمكن تشبيه أسلوب المعالجات المتوازية بفريق من الأشخاص الذين يتعاونون في بناء منزل .
ثالثا : وحدة التخزين ( ذاكرة الحاسب ) : Computer Memory
يتم تخزين برنامج الحاسب الإلكتروني في وحدة تسمى الذاكرة Memory وتقوم الذاكرة أيضا بتخزين البيانات التي يمكن التعامل معها في أي وقت ويتم وضع البيانات المرسلة إلى الحاسب في عدادات تسجيل خاصة Special Register تشبه صناديق التخزين ويكون هناك أسلوب خاص للتعرف على كل سجل .
وتستخدم جميع الحاسبات الحديثة الدوائر المتكاملة Integrated Circuit وهي عبارة عن شرائح Chips شديدة الرقة , وتستطيع الشريحة الواحدة تخزين حوالي مائة آلف اسم او رمز (6) .ويطلق على الذاكرة التي تخزن البرامج والبيانات التي يتعامل معها ( الذاكرة الرئيسية ) Computer's Main Memory وحين يشار إلى جهاز حاسب بأنه ( 64 كيلو بايت ) فهذا معناه أن حجم الذاكرة يتسع ليشمل 64 آلف وحدة حسابية ويتراوح حجم ذاكرة الحاسبات الشخصية من ( 8 كيلو بايت إلى واحد ميجا بايت ) ويصل حجم ذاكرة الحاسبات المستخدمة في الشركات الضخمة والجامعات إلى نحو 10 ميجا بايت .
وتحتوي الذاكرة الرئيسية على حيز صغير يسمى ( ذاكرة القراءة ) Read only memory ويشار أليه اختصارا ( ROM ) . آما الحيز الأكبر من الذاكرة الرئيسية فيسمى بالذاكرة العشوائية او الجزافية Random Access Memory ويشار أليه اختصارا ( RAM ) , وذاكرة القراءة ( ROM ) هي الذاكرة المستمرة او الدائمة Permanent وهي تستخدم للتحكم في عمليات الحاسب عند تشغيله , ويقوم الحاسب بقراءة البيانات من ذاكرة القراءة ( ROM ) . ولا يستطيع الشخص الذي يعمل على الحاسب أن يخزن البيانات على ذاكرة القراءة وإدخال معلومات جديدة . آما الذاكرة العشوائية ( RAM ) فتستخدم لتخزين البيانات أثناء تشغيل الحاسب ، وهي تعتبر ذاكرة سريعة الذوبان Volatile Memory لأنها تفقد البيانات بمجرد غلق الحاسبTurned OFF.
وبالإضافة إلى الذاكرة الرئيسية يحتاج الحاسب إلى ذاكرة ذات سعات اكبر لتخزين البيانات واستخدامها عند الحاجة ويسمى هذا النوع من الذاكرة بالمخزن (Storage ) وهو مصمم لكي يكون كبير جدا ويسمح بتخزين أنواع مختلفة من البيانات او كميات ضخمة من نفس نوع البيانات ويتم إدخال البيانات إلى هذا المخزن عن طريق أقراص لينة ( Floppy Disc ) او أقراص صلبة ( Hard Disc )او أشرطة مغناطيسية ( Magnetic Tapes ). ويتم تسجيل البيانات على هذه الوسائل بطريقة مغناطيسية , ويتم تغطية سطح القرص او الشريط بطبقة رقيقة جدا من الحديد المؤكسد الذي يحتوي على مادة ممغنطة , وتوجد قطعة كهر ومغناطيسية صغيرة جدا تسمى الرأس Head توضع بالقرب من القرص او الشريط عند أدارته وذلك حتى يتم نقل المعلومات إلى الوسيلة ويسمى ذلك ( الكتابة على الذاكرة ) ، وعندما نحتاج إلى بيانات من القرص او الشريط نستخدم الرأس الكهرومغناطيسية لعرض هذه المعلومات ويسمى ذلك ( القراءة من القرص او الشريط ) .
ويمكن للأقراص اللينة سعة 5.25 التي تستخدم في الحاسبات الشخصية أن تخزن حوالي (360 كيلو بايت ) من البيانات ( أي 360 آلف حرف او رمز) وهذا يعادل طباعة حوالي 200 صفحة من المعلومات المكتوبة على الآلة الكاتبة . وهناك أقراص لينة صغيرة جدا ( Micro Floppy Disc ) سعة 3.5 والتي تصل قدرتها التخزينية إلى حوالي ميجا بايت من البيانات . آما الأقراص الصلبة فتصل سعتها التخزينية إلى حوالي (40 ميجا بايت ) أي ما يزيد على 200 آلف صفحة من المعلومات المطبوعة على الآلة الكاتبة .
ومن الأساليب الحديثة لتخزين البيانات على الحاسب الإلكتروني يمكن استخدام الأقراص الضوئية Optical Discs وهي تستخدم لتسجيل البيانات المكتوبة وتستخدم لتسجيل المواد الصوتية ( Audio Disc )والمواد المرئية ( Video Disc ). وتتيح الأقراص الضوئية سعة تخزينية عالية جدا تصل إلى بلايين الوحدات او ما يسمى جيجا بايت .
رابعا : أدوات الإخراج Computer Output
تتخذ مخرجات الحاسب الإلكتروني عدة أشكال ولعل اكثر هذه الأشكال شيوعا استخدام شاشة العرض ( Video Monitor ) ويتم ذلك من خلال أنبوبة الشعاع الكاثودي ( Cathode Ray Tube ) ويشار إليه ( CRT ) و هي أنبوبة خاصة تحول الإشارات الإلكترونية إلى صور مرئية وتستخدم في إنتاج الصور التلفزيونية وتستخدم هذه الشاشة في عرض النصوص المكتوبة والحروف والأرقام والرسوم ويمكن أن تكون هذه الشاشة وحيدة اللون ( ابيض واسود او اخضر واسود ) كما يمكن أن تكون شاشة ملونة .
ومن أدوات الإخراج الشائعة الاستخدام أيضا الطابعة ( Printer ) وتقوم الطابعة بتسجيل مخرجات الحاسب على الورق وتسمى الورقة المسجل عليها بيانات الحاسب Hard Copy ويمكن أرسال هذه النسخ إلى أشخاص آخرين او الاحتفاظ بها في ملف خاص .
وتستخدم الطابعة الخاصة بالحاسبات الشخصية أسلوب الطباعة عن طريق نسيج من النقاط ( Dot Matrix ) او أسلوب العملية المركبة ( Daisy Whell ) . ويستخدم أسلوب الطباعة بنسيج النقاط في طباعة الحروف والأرقام والرسوم من خلال سلسلة مستمرة من النقاط التي تنتج خطوطا وصور ، آما أسلوب العجلة المركبة فيحقق جودة اكبر في طباعة الحروف والأرقام والعلامات ولكنها لا تستطيع أن تنتج الرسوم ( Graphics ) وعادة ما تكون غالية الثمن وبطيئة السرعة بالمقارنة بأسلوب الطباعة بالنقاط .
وتستخدم الطباعة بالليزر ( Laser Printers ) للحصول على إخراج فائق الجودة للنصوص والرسوم وبسرعة عالية وتستخدم الحاسبات الضخمة وحدات طباعة اكثر سرعة من الوحدات المستخدمة في الحاسبات الشخصية حيث تقوم بطباعة كل الأسطر أحيانا كل الصفحات في نفس الوقت .
وهناك أداة إخراج للبيانات تسمى ( الرسام البياني Plotter ) وهي تستخدم قلم او اكثر يمكن التحكم فيه من خلال الحاسب لخلق الرسوم على الورق ويستخدم الرسم البياني غالبا في النظم الهندسية والفنية التي تعتمد على الابتكار وتخزين الرسوم , ومن أدوات الإخراج الجديدة السماعات ( Loudspeakers ) التي تستخدم بإخراج البيانات الصوتية ( Audio Output ) في شكل كلمات او موسيقى او نغمات . كما تستخدم هذه الأصوات للإشارة إلى الوصول إلى نهاية الصفحة او حين يتم إدخال بيانات غير صحيحة إلى الحاسب ويتم تخزين الموسيقى داخل الحاسب من خلال أداة تسمى ( الصوت الاصطناعي Synthesizer ) وهي تتيح نطاقا واسعا من الأصوات والنغمات والموسيقى . كما يمكن تخزين الكلام من خلال أداة الصوت الاصطناعي ( Voice Synthesizer ) وتتعامل الأجهزة الحديثة التي تستخدم هذا الأسلوب مع عدد ضخم من المفردات الصوتية كما أنها تستخدم قواعد النطق لتوليد الصوت الاصطناعي . وغالبا ما تستخدم شركات الهاتف هذا الصوت الاصطناعي للإجابة على تساؤلات المشتركين في خدمة الهاتف الخاصة بمعرفة اليوم والوقت وأرقام التلفون التي تكون خارج الخدمة وذلك حين يتم الاتصال باستعلامات شركة الهاتف .
كذلك يمكن بث مخرجات الحاسب الإلكتروني إلى حاسبات أخرى او إلى منافذ ( Terminals )في أماكن أخرى بعيدة ويطلق هذا النوع من تبادل البيانات ( اتصال البيانات ) Data Communication وتستخدم أداة خاصة لتوصيل بيانات الحاسب إلى أماكن أخرى تسمى Modem وذلك من خلال خط تلفوني يترجم نتائج النغمات او الأصوات إلى حروف لو رموز يستوعبها الحاسب الإلكتروني . وتستطيع هذه الأداة Modem نقل ما يزيد على 1200 حرف او رمز في الثانية عبر خطوط الهاتف ومعنى ذلك أن الصفحة المكتوبة على الآلة الكاتبة تحتاج إلى حوالي 12 ثانية لإرسالها , وباستخدام أدوات Modem اكثر تقدما يمكن أر سال 9600 رمز في الثانية (7) .
4- برامجيات الحاسب الإلكتروني Computer Software :
الحاسب الإلكتروني الذي يؤدي عمله وفقا لقائمة من التعليمات المعدة في برنامج يسمى Computer Software Program , هذا البرنامج يمكن تغييره في أي وقت وإذا تم تغيير قائمة تعليمات البرنامج Software يستطيع الحاسب أن يؤدي وظائف أخرى , وهكذا يكون الحاسب الإلكتروني أداة ذات غرض عام يمكن أن يؤدي وظيفة بناء تعليمات معدة مسبقا وبالتالي يكون الحاسب دائما تحت سيطرة البرامج المعدة مسبقا .
وهناك ثلاث وظائف هامة يؤديها برنامج Software هي
أولا : تشغيل النظام Operating Systems :
وهو عبارة عن قائمة من التعليمات تسمح لمستخدم الحاسب بالتحكم في الذاكرة سواء كانت في شكل أقراص او أشرطة او خلافه وكذلك التحكم في الطباعة والأدوات الأخرى . ويسمح نظام تشغيل الحاسب بالتوافق مع أي برامج Software أخرى مثل البرامج التطبيقية ويجب أن تصمم نظم التشغيل لتتناسب مع خصائص الحاسب والغرض من استخدامه أحيانا يكون هناك اكثر من نظام تشغيل متاح للحاسب ويختار المستخدم نوع النظام الذي يحتاج أليه حسب نوع المهام التي يتوقع أن يؤديها الحاسب (8) .
ثانيا : البرامج التطبيقية Applications Programs :
ومعناها إعطاء تعليمات للحاسب لكي يؤدي مهمة محددة بدقة بالغة وتتنوع البرامج التطبيقية لتشمل العاب الكمبيوتر ومعالجات الكلمات Word Processors والبرامج التعليمية للطلاب واعداد ضرائب الدخل والميزانيات وبرامج التحكم الذاتي لقيادة السيارات وغيرها , ويتم تخزين البرامج التطبيقية على أشرطة مغناطيسية او أقراص صلبة او أقراص لينة ويمكن الحصول على تلك البرامج الجاهزة من وكلاء تسويق أجهزة الحاسبات الإلكترونية .
ويجب أن يتأكد المستخدم حين يختار البرنامج التطبيقي أن هذا البرنامج ( متوافق Compatible ) مع نظام التشغيل المستخدم في الحاسب فهناك العديد من البرامج التطبيقية التي يمكن استخدامها مع نظم تشغيل مختلفة .
ثالثا : البرامج التطبيقية التي يكتبها المستخدم للحاسب بلغة البرامج :
إذا كانت البرامج التطبيقية الجاهزة لا تؤدي الوظيفة المطلوبة في نوع معين من الحاسبات في هذه الحالة يقوم المستخدم بكتابة البرنامج التطبيقي الذي يتلائم مع نظام تشغيل الحاسب أحيانا يتم ذلك بسهولة وفي أحيان أخرى يحتاج إتمام ذلك إلى جهد عدد كبير من الأفراد ووقت طويل من الزمن ويعتمد ذلك على طبيعة المشكلات التي ينبغي علاجها , وتتاح البرامج التطبيقية بلغات برامجية عديدة ولكل لغة برامجية سماتها الخاصة التي تجعلها مفيدة في كتابة أنواع معينة من البرامج التطبيقية ومن أمثلة البرامج التطبيقية الشائعة الاستخدام COBOL , FORTRAN , ADA , LISP , BASIC , PASCAL وتقدم لغة بيسك للمبتدئين كل التعليمات الأساسية المستخدمة في تشغيل الحاسب ويشيع استخدامها بين الطلاب والهواة ورجال الأعمال لأنها ابسط نسبيا في التعليم والاستخدام كما أنها متاحة في معظم نظم الحاسبات الشخصية الصغيرة وكذلك الحاسبات الضخمة Mainframe (9) .
استخدامات الحاسب الإلكتروني في الاتصال :
يتيح الحاسب الإلكتروني تطبيقات عديدة في مجال الاتصال سواء الاتصال الشخصي او الاتصال الجماهيري وذلك على النحو التالي
أولا : معالجة الكلمات Word Processing
تتيح معالجة الكلمات طباعة اكثر تقدما وسرعة من الطباعة بالآلة الكاتبة فحين تطبع النصوص باستخدام لوحة معالجة الكلمات Processor Keyboard نشاهد النص المطبوع على شاشة مراقبة ويتم تخزين هذا النص في ذاكرة الحاسب الإلكتروني ومن الممكن أحداث أية تعديلات على النص المطبوع بسهولة كبيرة من خلال أعادة الطباعة او تصحيح الأخطاء قبل إصدار التعليمات للحاسب بنقل النص المطبوع – خلال الطباعة – على الأوراق .
ويتيح معالجة الكلمات مزايا غير موجودة في الآلة الكاتبة مثل إمكانية مراجعة النص بالكامل وتصحيح الأخطاء الطباعية او اللغوية كما يمكن تحريك الفقرات من موقع لاخر ويمكن أعادة ترتيب عدد الأعمدة وعدد الأسطر في كل صفحة بسهولة .
ثانيا : النشر المكتبي Desktop Publishing
تستخدم أجهزة الحاسب الإلكتروني ألان في إنتاج صفحات كاملة من الصحف مزوده بالعناوين والنصوص والرسوم ويتيح ذلك للمخرج الصحفي أن يعد نسخة الصفحة على شاشة المراقبة بالشكل الذي يريده مطبوعا على الورق كما يستطيع أجراء أية تعديلات على شكل الصفحة ومحتواها بسهولة وتسمى الصورة الناتجة على الشاشة Wysiwyg ومعناها أن الصورة التي نراها على الشاشة هي نفسها الصورة التي نحصل عليها على الورق المطبوع .
ثالثا : تصميم الرسوم Computer – Aided Design
غيرت الحاسبات الإلكترونية من طريقة أداء الناس للرسوم التقنية فمن خلال استخدام نظم تصميم الرسوم CAD يتم ابتكار الرسوم وتخزينها وتغييرها بشكل اسهل من السابق وتستخدم هذه الرسوم في وسائل الاتصال من خلال عرض خرائط الطقس والرياح ورسم الخرائط وتحديد المناطق الجغرافية وغيرها من الرسوم التي تستخدم في الأخبار .
رابعا : البريد الإلكتروني Electronic Mail
يمكن استخدام الحاسب الإلكتروني في توزيع الرسائل بدلا من استخدام البريد العادي وأصبحت وسيلة البريد الإلكتروني شائعة الاستخدام في الشركات الكبرى لتسهيل الاتصال بين الموظفين والإدارات المختلفة ويتيح هذا النظام توجيه رسائل متعددة إلى أشخاص مختلفين عبر مسافات بعيدة او توزيع نسخ من نفس الرسالة إلى أشخاص عديدين وكذلك استقبال الرسائل من جهات أخرى بعيدة عبر صناديق البريد الإلكتروني .
خامسا : الاتصال المباشر بشبكات المعلومات On – line Computer Networks
عند إدارة رقم تلفون معين يمكن ربط حاسب الشخص من داخل المنزل بحاسب إلكتروني مركزي ويتيح هذا الاتصال توفير خدمات عديدة من المعلومات مثل : الأخبار – الطقس – الرياضة – خدمات السفر والسياحة – الشراء من المحلات – ممارسة الأعمال البنكية – استرجاع المعلومات – التعليم – ممارسة الألعاب الذهنية , وغيرها من الخدمات .
وهناك على سبيل المثال شبكة GENIE التابعة لشركة جنرال الكتريك الأمريكية وهي تتيح للمشتركين في خدماتها اتصالا مباشرا عن طريق الحاسب الإلكتروني بموسوعة كاملة من المعلومات في شتى المجالات .
وتنفق الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 70 بليون دولار سنويا على هذا النوع من الاتصالات .
سادسا: أعمال المونتاج والتشغيل الذاتي لوسائل الاتصال Editing & Automation
يلعب الحاسب الإلكتروني ألان دورا مهما في عمل المونتاج للبرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية ويندر وجود استديو للصوت او للتلفزيون غير مزود بالحاسب الإلكتروني الذي يقوم بكافة أعمال التوليف بمنتهى الدقة والتحكم والتنوع كما تعتمد استوديوهات تسجيل الموسيقى الحديثة على استخدام الحاسب الإلكتروني .
ولعل إحدى معجزات الاتصال الجماهيري التي يلعب فيها الحاسب الإلكتروني دورا كبيرا هي التشغيل الذاتي Automation . فقد اثر التشغيل الذاتي على أسلوب معظم الأعمال التي تتم من خلال صناعة الاتصال الجماهيري وتشمل التسهيلات الأوتوماتيكية طباعة الصحف والمجلات والكتب وادارة محطات الراديو بشكل شبه كامل من خلال استخدام الأشرطة سابقة التسجيل والتحكم من خلال أجهزة الحاسب في تشغيل الأشرطة وإيقافها , كذلك يستخدم التشغيل الذاتي في إدارة قاعات العرض السينمائي ومع زيادة التقدم في الحاسبات الإلكترونية سوف يصبح التشغيل الذاتي ( Automation ) اقل كلفة من استخدام الطاقة البشرية (10) .
5- تصميم وبناء النظم الآلية في المكتبات ومراكز المعلومات :
تتطلب عملية تصميم نظم المعلومات وبنائها أشخاصا ذوي كفاءات ومهارات عالية قادرين على استيعاب مشكلات النظم الموجودة وحلها بالطريقة المثلى لذلك نحتاج قبل البدء بعملية تصميم النظام الجديد إلى القيام بتحليل النظام الحالي والتعرف على أجزائه وصياغة مشكلاته وأهدافه ووظائفه وتحديد مستخدميه ويسمى الشخص الذي يقوم بعملية تحليل النظام القديم وتصميم النظام الجديد وبنائها وتعديلها وتحديثها محلل النظم .
أ‌. مفهوم تحليل النظام : يقصد بتحليل النظام ما يلي (11) :
1- تجزئه النظام إلى مجموعة المدخلات والإجراءات والمخرجات والتغذية الراجعة .
2- تحديد عناصر المدخلات والمخرجات وتحديد العلاقات المنطقية والرياضية فيما بينها .
3- تنظيم الإجراءات الداخلة في تركيب النظام ضمن منظومة معادلات رياضية وعلاقات منطقية وعمليات معالجة بيانات واضحة المعنى محددة المدخلات ودقيقة المخرجات .
4- أيجاد العلاقات التركيبية ووسائل اتصال المعلومات والبيانات بعضها ببعض في منظومة النظم الفرعية المكونة للنظام .
5- تحديد أهداف النظام الخاصة والعامة بشكل واضح .
6- تحديد أساليب السيطرة على مدخلات النظام وإجراءاته ومخرجاته .
7- تعديل النظام وتحديثه وصيانته كلما لزم الآمر .
8- تصميم نظم جديدة وبنائها .
9- تحديد مستخدمي النظام .

 المراجع .
1- محمود علم الدين . تكنولوجيا المعلومات وصناعة الاتصال الجماهيري .- القاهرة : العربي للنشر والتوزيع ، 1990 . ص 53 .
2- محمد الديب الحسيني . الحاسبات الإلكترونية وميكنة المعلومات .- القاهرة : مكتبة الانجلو ، 1970 . ص31 .
3- Singieton , Log A. Telecommunication in the Information age .- Cambridge .- 2nd . Ed. , Ballinger Publishing Company , 1986 , P.164 .
4- محمود علم الدين . تكنولوجيا المعلومات ( مصدر سابق ص 59 ).
5- Barden , R. and Hacher , M. Communication Technology .- N.Y. : Delmar , Publisher Inc. 1990 , P.23 .
6- محمد فتحي عبد الهادي . مقدمة في علم المعلومات .- القاهرة : مكتبة غريب ، 1984 ، ص 218 .
7- Barden , R. and Hacher M. ( 1990, P.31 ) .
8- Carne , E. Bryan . Modern Telecommunication .- N.Y. : Plenum press , 1984 .P.98 .
9- Barden , R. and Hacher M. ( 1990 , P.33 ) .
10- Becker , Samuel L. Discovering Mass Communication .- USA : Scott , foresman and Company .- 2nd Ed.,1987 , P.321

الجمعة، 10 مارس 2017

الببليوغرافيا و الانفوغرافيا Bibliography VS Infography الدكتور طلال ناظم الزهيري " الدكتور طلال ناظم الزهيري استاذ المعلومات في الجامعة المستنصرية "


 

 يتفق متخصصي المعلومات والمكتبات على ان التعريف اللغوي والاصطلاحي للببليوغرافيا يعني بالإنجليزية Bibliography  وهي من الكلمات غير العربية التي دخلت إلى اللغة العربية معربة في العصر الحديث، وقد جاءت هذه الكلمة أصلا من اللغة اليونانية وهي مركبة من كلمتين هما: Biblion  كتيب وهي صورة التصغير للمصطلح Biblios بمعني كتابة، وكلمة Graphia وهي اسم الفعل المأخوذ من Graphein بمعنى ينسخ أو يكتب، وقد كانت ببليوغرافيا تعني منذ ظهورها خلال العصر الإغريقي وحتى القرن السابع عشر "نسخ الكتب" وظلت تحمل نفس المعني حتى تحول مدلولها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر من "نسخ الكتب" أو" كتابة الكتب" إلى "الكتابة عن الكتب". ومع تطور مفاهيم علم المعلومات وتنامي الحاجة الى ظهور الفهارس البطاقية كآلية منطقية تبسط عمليات البحث عن الكتب واسترجاعها بدأ مفهوم الببليوغرافيا يركز على معنى " وصف الكتب" من خلال تميزها عن بعضها بمجموعة من المعلومات مثل عنوان الكتاب و اسم مؤلفه و بيانات طبعته ونشرة..الخ. هذه المعلومات التي يراد منها اعطاء وصف دقيق للكتاب بمجملها اصبحت تسمى " البيانات الببليوغرافية" وهي التي يتم من خلالها توفير مفاتيح استرجاع للكتب سواء بدلالة العنوان ام اسم المؤلف ام موضوع الكتاب، وهذه الآلية ماتزال مطبقة في الفهارس البطاقية لعموم المكتبات. بالمقابل ومع تنامي النتاج الفكري العالمي برزت الحاجة الى وجود قوائم يتم من خلالها حصر وتجميع النتاج الفكري وفقا لخصائص مشتركة كان تكون الموضوع او نوع الوعاء او اللغة او الحدود الجغرافية...الخ . والتي عرفت لاحقا بالقوائم الببليوغرافيا. والتي قد تختلف فيما بينها من ناحية الاساس المعتمد للتجميع. الى انها تشترك فيما بينها بالاعتماد على البيانات الببلوغرافية لوصف المصدر. اما اهم مجالات الافادة من البيانات الببليوغرافيا على مستوى الدراسات والبحوث فهي تلك التي تهدف الى قياسات الإنتاج الفكري  ( البيبلومتركس) والتي تعتمد بشكل مباشر على البيانات الببليوغرافية للوصول الى قياسات دقيقية عن الإنتاج الفكري مثلا الاتجاهات الموضوعية للتاليف، والتشتت الزمني واللغوي لمصادر المعلومات، فضلا عن قياسات انتاجية المؤلفين..الخ. ويمكن القول ان التحليل الموضوعي لمصادر المعلومات  الورقية على مستوى البيانات الببليوغرافية يسهم في توفير مفاتيح استرجاع تضمن تحقيق نتائج جيدة وفقا لاعتبارات الية البحث التي تدعمها نظم استرجاع المعلومات التقليدية  مثل الفهارس البطاقية ، فضلا عن اهميتها في بناء علاقات منطقية بين رؤوس الموضوعات التي تمكن المستفيد من الوصول السريع الى مصادر المعلومات المتقاربة موضوعيا  . لكن مع تنامي النشر والاتاحة الرقمية لمصادر المعلومات على شبكة الانترنت  وزيادة  الاعتماد على محركات البحث باعتبارها نظم استرجاع  الية يمكن من خلالها ضمان الوصول السريع والدقيق الى الكم الهائل  من المعلومات  المتوفرة على الشبكة  لم يعد التحليل الموضوعي على مستوى البيانات الببليوغرافية كافيا لتحقيق رغبات المستفيدين في تجاوز اشكالية  العلاقة العكسية بين مستويات الدقة  والاسترجاع التي كانت احد اهم نقاط الضعف في نظم استرجاع المعلومات التي تعتمد على رؤوس الموضوعات  المنتقاة من البيانات  الببليوغرافية  لتلك المصادر،  واذا ما أخذنا بنظر الاعتبار  الجهود الحثيثة التي تبذلها الشركات  البرمجية المطورة لمحركات البحث والتي تهدف الى ايجاد  الية عمل تتناغم مع ما يعرف اصطلاحا (الويب الدلالي) . من خلال تحقيق البحث الشمولي في محتوى الشبكة بمفاتيح استرجاع  محددة ودون الحاجة الى تكرار عمليات البحث او تغير استراتيجياته. الامر الذي يتطلب الى التعمق في التحليل الموضوعي  لمصادر المعلومات  وانتقاء عدد مناسب من رؤوس  الموضوعات لتكون  مفاتيح  استرجاع ليس فقط على مستوى البيانات الببليوغرافية وانما على مستوى النص الكامل وما له علاقة بالموضوع  من خارج النص او ما يعرف اصطلاحا (بالانفوغرافيا ( Infography  . وهو مصطلح يتكامل مع مصطلح الببيلوغرافيا او يمكن النظر اليه على انه (Deep Bibliography). ان الحاجة الى معلومات فائقة الجودة غالبا ما كانت تحتاج الى حرفية عالية في عملية التحليل الموضوعي. واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الكم الهائل من المعلومات المتاحة من خلال شبكة الانترنت نجد ان الركون الى البيانات الببليوغرافية فقط لوصف المصادر وتحليلها قد لايجدي نفعا. مالم يتم تحليل معطيات اضافية مثل الاستشهادات المرجعية التي تشير للمصدر وتلك التي يستشهد بها المصدر فضلا عن المراجعات والعروض وراي الخبراء من المتخصصين في المجال الموضوعي للمصدر كذلك تحليل النص الكامل وما نشر عنه في مواقع الانترنت والصحف. للتتكامل الصورة عن الجودة الفائقة التي نبحث عنها. بالتالي يمكن تعريف مصطلح الانفوغرافيا على انه "

عملية وصف وتحليل موضوعي متعمق لمصادر المعلومات بشكليها الورقي والرقمي، تصل الى حدود التحليل الشامل لمحتوى المصدر، مع الأخذ بنظر الاعتبار الاستشهادات المرجعية التي اشارت اليه، وما كتب عنه، فضلا عن تعليقات و أراء الخبراء والمتخصصين في مجاله الموضوعي. ولقد ظهرت الحاجة الى الانفوغرافيا لمعالجة مشكلة تميز مصادر المعلومات الرصينة من بين الكم الهائل من مصادر المعلومات المنشورة ورقيا والمتاحة رقميا لمساعدة المكتبيين على الاختيار الافضل للمصادر التي يتم اقتنائها".